الجمعة 25 نوفمبر 2022 | 11:55 ص

"مصر الان "تكشف حكاية قصر السكاكيني


قصر السكاكينى باشا المتواجد فى حى الضاهر بالقاهرة جميعنا شاهده وإنبهر بعظمةبنائه التي تعد تحفة معمارية وثقافية وفنية قليل أن نجد مثلها ليس في مصر وحدها بل في العالم أجمع.. هذاالقصر من الاماكن والقصور التي لايعرف عنها المصريين شئ.. ولا كيف تم تشييد هذا القصر الفخم الضخم  ..ولا أيضا من هو  السكاكينى باشا وما هي  حكايته .. وكيف إستطاع عمل هذه الثروة الضخمةالتي تجعله يشييد مثل هذا القصر بهذا الجمال والفخامة  .
مصر الان قررت تجيب علي هذه الاسئلة جميعها من خلال الباحث المتخصص في شأن التاريخ المصري القديم رشدي الدقن الذي أكد أن "السكاكينى " باشا حكايته حكاية .. من شاب صغير جاء من الشام للعمل في شغل بسيط اثناء حفر قناة السويس ..لباشا يمتلك قصر فخم ... وسر سعده فى الحياة كان القطط .... ايووووة زى ما سمعت منى بالظبط .. القطط سر سعده وهناه .
عايز تعرف الحكاية وازاى القطط كانت وش السعد على السكاكيني٠
وعن تفاصيل الحكاية قال الدقن أسمع منى بالتفصيل 
أولا أسمه حبيب باشا السكاكينى ولد سنة سنة 1841 فى الشام ووصل مصر مع أسرته  وكان يبلغ من العمر حينذاك 16 سنة وعاش فيها حتي  وفاته سنة 1923 .
القطط كانت "وش السعد"باللهجة العامية على الشاب حبيب السكاكينى ..وقتها كان يعمل فى وظيفة صغيرة فى مشروع حفر قناة السويس ...ووقتها أيضا كان المشروع كله مهدد انه يوقف والسبب غريب جدا .. الفئران .
نعم الفئران كانت السبب الاقوي أن المشروع كله يتوقف ... الفئران وقتها توحشت ووصلت بالآلاف اذا لم تكن وقتها  بالملايين ولدرجة انهم تناولوا الطعام المخصص لـ 20 الف عامل مصرى كانو يعملون فى حفر القناة... ولم يكن  هناك حل في هذا الموضوع غير آنهم يوقفوا المشروع حتي يجدوا الحلول لقصه الفئران.
حبيب السكاكينى الشاب الطموح فكر ووجد الحل .. وعلى قدر كونه بسيط على قدر عبقريته .... صرخ مثل نيوتن لما سقطت التفاحة على رأسه وكانت سبب إكتشافه للجاذبية .."وجرى يقول القطط هى الحل" .. قدم الفكرة البسيطة العبقرية للحكومة المصرية .. نصطاد قطط ونجوعها كام يوم ..ونطلقها على الفئران .
وفعلا تم شراء قطط اصطاد عدد كبير وتم تجويعهم ونقلهم لمنطقة القناة واتحققت المفاجأة .. القطط قضت على الفئران ورجع العمال للحفر فى أمان
قررت الحكومة صرف مكافأة محترمة لحبيب السكاكينى ..لكن الشاب الطموح كان أذكى من انه يحصل علي أموال أيًا كانت قيمتها ... وطلب يعمل رئيس ورش تجفيف عموم البرك والمستنقعات فى مصر .. ودى شغلانة ""تجيب دهب "بالعامية .. وكانت "وش السعد" أيضا على حبيب السكاكينى .. عمل بجد و بضمير وبدأ ردم البرك والمستنقعات مثل بركة الأزبكية، وبركة الفيل، والبركة الناصرية، وبركة الفوالة ، وبركة الشيخ قمر.
وبركة  الشيخ قمر هذه وجد بها حكاية آخري خالص ..سيأتي الحديث عنها بعد قليل وهنا تركت الباحث التاريخي رشدي الدقن يقص الرواية كما يراها لمًا فيها من العظه والاصرار والطموح والذكاء والتفكير خارج الصندوق٠
وتابع الدقن حديثه قائلا نجاحات حبيب سكاكيني في ردم البرك وإقامة البساتين والحدائق وأعمال المقاولات وصلت أسماع الخديوي إسماعيل فكلفه بالعمل مقاول في إنشاء دار الأوبرا المصرية ونجح فعلا في إنجاز المشروع الثقافي الكبير الأول من نوعه في الشرق الاوسط .. ولان الوقت كان قليل وباقي 3 أشهر على حفل إفتتاح الاوبرا .. وأصل حبيب سكاكينى الليل بالنهار وظل يعمل بأفكار جديدة وسريعة حتي أنجز المطلوب فى الوقت المناسب ..ومن يومها أصبح حبيب سكاكينى مقرب من الخديوى إسماعيل والذي أنعم عليه بلقب بك
وهنا نعود والكلام الدقن إلي حكاية بركة الشيخ قمر ... حبيب السكاكينى من أول يوم فى الوظيفة وهو "حاطط عينه "على بركة  الشيخ قمر .. وكان متأكد أن القانون يعطي له الحق يحصل علي بركة من البرك التي قام بردمها ....
وبالفعل عندما ردم بركة الشيخ قمر الموجودة فى الظاهر طلبها لنفسه ..وأصبح الشارع الواصل بين ميدان الظاهر بيبرس إلي الشارع المؤدي إلي غمرة أسمه سكاكيني والميدان الموجود فى وسط الشارع إسمه ميدان السكاكينى
وفى الميدان هذا تحديدا قرر يبنى قصره .. ولانه رجل ييخطط لكل شئ فى حياته .. كان قبل ما يبدأ فى البناء مقرر شكل القصر وكان يريده نسخة طبق الاصل من قصر رأه فى ايطاليا .
القصر تم بنائه على مساحة 2698 متر مربع وبه 50 غرفة و إرتفاعه 5 أدوار وبه 400 شباك وباب و 300 تمثال منهم تمثال نصفي لحبيب باشا السكاكيني نفسه
وفىهذا القصر تجوز حبيب باشا السكاكينى من سيدة سورية إسمها "هنريت" وأنجب منها ولدا واحدا إسمه "هنرى" عام 1890 م وحصل على الماجستير فى تاريخ مصر عام 1911 م ، وبعدها حصل على الدكتوراة في الحقوق من جامعة باريس عام 1915م . وبعد وفاة والده ووالدته أهدى هنرى القصر للدولة المصرية .
ومؤخرا بدأت وزارة الاثار عملية ترميم كاملة للقصر ووضعه على خريطة السياحة المصرية .